بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أخواتي الأفاضل
سوف أقدم لكم في هذا الموضوع وقفات مع الغيبة والنميمة وأسبابها ودوافعها
وطرق التخلص منها وهي على ثلاث أجزاء وسيتم طرح كل يوم جزء كي لا يمل
القارئ ولكي تصل المعلومة أفضل فقد عمدت في تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء
وإليكم الجزء الأول
أخي قف قبل أن تغتاب
إخواني أخواتي فالنقف مع أنفسنا وقفة محاسبة قبل أن نغتاب إخواننا /
الوقفة الأولى: هل الغيبة عمل صالح تتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى فتزيد من
حسناتك وتزيدك بالتالي قرباً من الجنة أم أنها على النقيض من ذلك؟
الوقفة الثانية: هل تحب أن يغتابك أحد فيذكر عيوبك ومساوئك ـ وما أكثر العيوب
والمساوئ ـ فإن كنت لا تحب ذلك فإن إخوانك لا يحبون ذلك.
الوقفة الثالثة: تذكر قبل أن تغتاب إخوانك هذه الآية: ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب
أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه [الحجرات:12].
الوقفة الرابعة: تذكر قبل أن تغتاب أن الغيبة بضاعة الجبناء من الناس فالمغتاب
لا يتكلم إلا في حال الغيبة ولو كان شجاعاً لتكلم وأظهر ما في نفسه في حال
وجود من اغتاب في الخفاء ولكنه جبان وضعيف الشخصية؟! هل تحب أن تتصف
بهذه الصفة القبيحة التي تخرم إنسانيتك؟
الوقفة الخامسة: تذكر قبل أن تغتاب أن الغيبة زيادة ونقصان، فهي زيادة في
ذنوبك وسيئاتك ونقصان في أجرك وحسناتك، والسيئات والحسنات هي بضاعتك
يوم القيامة، فلك أن تختار في هذه الدنيا أن تزيد من حسناتك أو أن تزيد في
سيئاتك والرابح أو الخاسر في ذلك كله أنت فاختر لنفسك.
الوقفة السادسة: تذكر قبل أن تغتاب هذه الأحاديث الشريفة وضعها نصب عينيك
وحري بك أن تحفظها.
قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
{ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت }. وقوله :
{ إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق }
وفي رواية مسلم { والمغرب }. وقوله : { كل المسلم على المسلم حرام: دمه
وعرضه وماله }. وقوله : { لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس
يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين
يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم } وقوله لما مرّ على قبرين يعذب
صاحباهما فقال: { إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير وبلى، أما أحدهما فكان
يغتاب الناس وأما الآخر فكان لا يتأذى من البول } فدعا بجريدة رطبة أو بجريدتين
فكسرهما ثم أمر بكل كسرة فغرست على قبر فقال رسول الله : { إما إنه سيهون
من عذابهما ما كانتا رطبتين أو لم تيبسا }.
الوقفة السابعة: تذكر قبل كل شيء من تعصي بالغيبة هل تعصي فلان وفلان؟
هل تخالف أمر فلان وفلان؟ لا إنك تعصي الله سبحانه وتعالى إنك تخالف أمر
خالقك وموجدك ورازقك والمتفضل عليك سبحانه وتعالى، إنك بالغيبة تحارب الله
عز وجل، فهل تحب أن تكون ممن يحاربون الله عز وجل؟
:الجزء الثاني
إخواني أخواتي فالنقف مع أنفسنا وقفة محاسبة قبل أن نقع في شراك النميمة
وإليكم سبع وقفات أسأل الله أن ينفع بها /
الوقفة الأولى: تذكر قبل النميمة ما ورد عن رسول الله من الأحاديث في شأن النميمة ومنها:
قوله : { لا يدخل الجنة قتات } وفي رواية: { لا يدخل الجنة نمام } وقوله عندما مرّ على قبرين
يعذب صاحباهما فقال : { يعذبان وما يعذبان في كبير وإنه لكبير: كان أحدهما لا يستتر من
البول وكان الآخر يمشي بالنميمة } ثم دعا بجريدة فكسرها بكسرتين ـ أو اثنتين ـ فجعل كسرة
في قبر هذا وكسرة في قبر هذا، فقال: { لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا }.
الوقفة الثانية: تذكر قبل النميمة أن النميمة بضاعة شرار الخلق وأن النمامين هم شرار الأمة
فعن أسماء بنت يزيد قالت: قال النبي صلى الله: { ألا أخبركم بخياركم } قالوا: بلى، قال:
{ الذين إذا رؤوا ذكر الله، أفلا أخبركم بشراركم } قالوا: بلى، قال: { المشاؤون بالنميمة
المفسدون بين الأحبة الباغون والبرآء العنت }.
الوقفة الثالثة: تذكر قبل النميمة أن من كمال الإيمان أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه،
عن أنس عن النبي قال: { لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }. فهل تحب أن ينم
عليك أحد فيفرق بينك وبين من تحب؟ فإن كنت لا تحب ذلك فلا تجعل النميمة بضاعةً لك تفرق
بها بين الأحبة وأحب لإخوانك ما تحب لنفسك.
الوقفة الرابعة: تذكر قبل النميمة أن من تحاول الإفساد بينهم بالنميمة سوف يكونون خصومك
يوم القيامة ذلك اليوم العظيم الذي لا حساب فيه إلا بالحسنات والسيئات.
الوقفة الخامسة: تذكر قبل النميمة أن أمرك سيكشف أمام الناس في يوم من الأيام فتصبح بعد
ذلك وحيداً فريداً منبوذاً بين الناس لا صاحب لك ولا محب.
الوقفة السادسة: تذكر قبل النميمة الموت وسكراته وقصر الحياة الدنيا وقرب الأجل وسرعة
الإنتقال إلى الدار الآخرة وضمة القبر وعذابه والقيامة وأهوالها والنار وأغلالها.
الوقفة السابعة: تذكر قبل كل شيء أنك بالنميمة تخالف أمر الله تعالى وتعلن الحرب على
شرع الله سبحانه وتعالى فاحذر الوقوع في هذا الأمر ولا تلقي بنفسك إلى التهلكة.