تنبيهات في مدخل هذا الشهر.السؤال (1): على من يجب صوم رمضان؟الجواب:
أولا: معنى الواجب أي إنْ لم يفعله فهو آثم.
ثانيا: اعلم أن من يجب عليه الصوم لا بد أن تتوفر فيه شروط:
الشرط الأول: أن يكون مسلما.
الشرط الثاني: أن يكون مكلفا، والمكلف هو البالغ العاقل، قال صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاثة، عن المجنون حتى يعقل، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن النائم حتى يستيقظ" (4)، وعلى هذا فلا يجب الصوم على المجنون، ولا يصح منه لو صام.
وأما غير البالغين من الذكور والإناث، فلا يجب عليهم الصوم، وإن صاموا فإنهم مأجورون ويصح صومهم، ولكن الصوم ليس بواجب عليهم، ولا يأثمون بتركه لأنهم لم يبلغوا التكليف.
وأما إذا بلغ الصبي أو الفتاة فيجب عليهم الصوم ولا يجوز لهم الفطر.
الشرط الثالث لمن يجب عليه الصوم: أن يكون قادراً، فلا يجب على الشيخ الكبير، ولا على المريض الذي يشق عليه الصوم أو يتضرر بصومه، وكذلك كل عاجز عن الصوم لأي سبب كان، قال تعالى: {وإن كنتم مرضى أو على سفر فعدة من أيام أخر}، وستأتي أحكام أهل الأعذار مفصلة.
الشرط الرابع: أن يكون مقيماً، فلا يجب الصوم على المسافر وإن صام صح صومه وأجزأ عنه.
الشرط الخامس: الخلو من الموانع، وهذا خاص بالنساء (الحائض والنفساء) ، فإنه لا يجب عليهما الصوم ولا يصح منهما لو صامتا، ويلزمهما القضاء بعد رمضان، قال صلى الله عليه وسلم: "أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم" (5).
السؤال(2): ما حكم النية للصائم، وهل تكفي نية واحدة لرمضان كلّه أم لا بد لكل ليلة من نية؟
الجواب: يجب على من لزمه الصيام أن يبيّت نية الصيام من الليل، ومن لم ينو الصيام من الليل وجب عليه صيام ذلك اليوم، ويلزمه قضاؤه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل" (6).
ولا يجوز التلفظ بنية الصوم، بل لو حدّث نفسه بالصوم، أو تسحّر من أجل الصيام كفاه ذلك.
ويكفي لصوم رمضان نية واحدة في أوله، لأنه عبادة متتابعة، وعلى هذا لو نوى الإنسان أول رمضان أنه صائم هذا الشهر لكفاه، ما لم يحصل عذر ينقطع به التتابع كما لو سافر في أثناء رمضان وأفطر، فإنه إذا عاد يجب عليه أن يجدد النية للصوم.
السؤال(3): متى يكون الإمساك عن المفطرات؟
الجواب: الإمساك عن المفطرات يكون مع أذان الفجر الثاني، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" (7)، فابن أم مكتوم كان يؤذن أذان الفجر الثاني، وعليه: فلا يصح العمل بالإمساكيات الموجودة والتي تزعم أن الإمساك يكون قبل الأذان بعشر دقائق ونحوه.
السؤال (4): متى يؤمر الصبيان والفتيات بالصيام؟
الجواب: الصبيان والفتيات إذا بلغوا سبعاً فأكثر يؤمرون بالصيام ليعتادوه، وعلى أولياء أمورهم أن يأمروهم بذلك كما يأمرونهم بالصلاة.
فإذا بلغوا الحلم وجب عليهم الصوم، والبلوغ بالنسبة للذكور يحدث بواحد من ثلاثة: إتمام الخمسة عشر عاما- وإنبات العانة – وإنزال المني بشهوة.
والأنثى يُعرف بلوغها بأحد أمور أربعة:
(الثلاثة السابقة الماضية)، والرابع: الحيض، فإذا حاضت فقد بلغت، حتى ولو كانت في سن العاشرة.
السؤال(5): ما حكم السحور وما هو الوقت الأفضل في فعله؟
الجواب: السحور سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والوقت الأفضل له أن يؤخره إلى ما قبل صلاة الفجر لما ثبت عن النبي الله صلى الله عليه وسلم: "أنه كان يؤخر السحور حتى إنه لم يكن بين سحوره وبين إقامة الصلاة إلا نحو خمسين آية"، فكلما كان متأخرا فهو أفضل.
والسحور يعين الصائم على تحمل مشقة الصيام، ولذا جاء في الحديث: "تسحروا فإن في السحور بركة"(
، والبركة زيادة الخير لما يعود على بدن الصائم من القوة والنشاط.
السؤال(6): ما هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الإفطار؟
الجواب: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجل الفطر، وقد حث أمته على تعجيل الفطر، فقال: " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"(9)، ووقت الفطر عند غروب الشمس، فإذا غربت وسقطت فقد أفطر الصائم، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أقبل الليل من هاهنا-المشرق-وأدبر النهار من هاهنا-المغرب-وغربت الشمس فقد أفطر الصائم" (10).
فالمعتبر غروب الشمس ، ولا عبرة بالنور القوي، لأن بعض الناس ينتظر حتى يخيم الظلام وهذا خطأ، فمتى غاب قرص الشمس فقد سن الفطر.
ومن سنته صلى الله عليه وسلم أنه كان يفطر على رطب، فإن لم يجد فتمر ويأكلها وترا، فإن لم يجد فعلى ماء.
منقول من مكتبه الشيخ سالم العجمى الالكترونيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتته