بسم الله الرحمان الرحيم
في الحياة مكاسب كثيرة ، لعل أهمها هو كسب الإنسان لإنسان آخر ، فهذا المكسب يفوق أي مكسب مادي يحققه الإنسان ؛ وعندما يتحقق هذا الأمر ، فإن المسؤولية تتلبسنا في كيفية الحفاظ على هذا المكسب.
ما السبب في تفريطنا في الاحتفاظ بالآخرين ، وفي معرفة من يتحمل هذه المسؤولية ؟ هل هو نحن الذين نسعى بكل قوة للوصول إلى أهدافنا ثم نفشل في المحافظة عليها ؟ أم هم الآخرون الذين لا يعرفون كيف يحتفظون بنا ويضيفوننا إلى قائمة مكاسبهم ؟
لعل الجواب هو أن الإنسان الذي لا يتعب في الوصول إلى غاياته لا يشعر بقيمتها ، ولذلك فإنه يخسرها بسهولة ، كما أن الطرف الآخر الذي نكسبه اليوم قد يهمل هذه القيمة ولا يحس بها ، ولا يهتم بالمحافظة عليها غداً ، فتكون النتيجة هي ذهابها من بين يديه.
هذه المشكلة تتكرر كثيراً في حياتنا ، لأننا لا نحس بأهمية الأشياء إلا عندما نفقدها ، وعندما نفقدها ، نندم على خسارتها ، وبعد الندم يكون الوقت قد نفد لاسترجاعها ؛ والسبب هو أن الإحساس من طرف واحد يظل مشكلة ، وأن الشخص الذي لا يقدّر هذا الإحساس لا يعرف كيف يحافظ عليه ، وبعدما يفتقده يشعر بأنه فقد شيئاً عظيماً لا يمكن تعويضه ، بالذات إن هو كابر في إهماله ، عندها يصبح الندم أكبر ، وبالتالي الإحساس بمزيد من الحسرة والألم.
الخلاصة
من الطبيعي أن نحرص على مَن نحبهم ، لكن علينا أيضا أن نكسب مَن يحبونا
[b][list][*][list=1][*]