انتبه لما تتمنى ........ قصة خيالية .....
يرويها بطلها ...::
مرحباُ أنا أُدعى صلاح و عمري عشر سنوات , أعيش مع أمي و أبي و اخوتي الثلاثة في المدينة , اخوتي هم ( من الأكبر إلى الأصغر ) طلال , جاسم و أحمد , و أنا أصغرهم .
و في يوم من الأيام كُنا جميعاً في الحديقة العامة , اخوتي الثلاثة يلعبون كرة القدم و أنا أراقبهم من بعيد , فهم لا يسمحون لي باللعب معهم , مدعين أنني صغير في السن و لا أعرف اللعب , فذهبت و جلست وحيداً على كرسي كان قريب مني , و أنا أراقبهم فتمنيت لو أصبح كبيراً لألعب معهم , و لكنني لم أنتبه لذلك الشيء الغريب الذي كان يجلس بالقرب مني , ظننت أنه حجر , لكن ذلك الحجر تحول إلى رجل صغير و بدأ ينطق !!
- مرحباً .. أنا أدعى السيد عجيب .. و أنت ؟
- صلاح .... اسمي صلاح ...لكن .. ماذا أنت ؟
- أهذا سؤال ؟ ألم ترى رجلاً قصيراً يتحول من قبل ؟
- لا
- آه طبعاً ..أنت كائن بشري .
- ماذا تعني ؟.. هل أنت من الفضاء ؟
- الفضاء!!! لا طبعاً أنا من الأرض لكن من عالم الأحلام !
- أتعني أنني أحلم ؟
- لا . لأنني خرجت من ذلك العالم فأنت الآن تراني في الواقع .
- أظن أنني فهمت .. . لكن ماذا تفعل هنا ؟
- أتنزه في الحديقة ...و أحاول تحقيق أحلام بعض الناس .
- أوو .. نعم.
- أظن أنني سمعتك تتمنى شيئاً ...
- نعم ....أتمنى لو أصبح كبيراً في عمر اخوتي حتى ألعب معهم .
- هل هذا ما تريده حقاً ؟
- نعم .
- إذاً هذا ما ستحصل عليه , لكن قبل ذلك ألا تريد أن تفكر قليلاً بالتغيرات التي ستحدث في حياتك ؟
- لا ....فهذا هو كل ما أريد أن أكبر و أصبح رجلاً .
- حسناً....
و بعد ذلك لم ينطق بكلمة أخرى, حرك يداه باتجاهات مختلفة و خرجت بعض النجوم الصغيرة ,و بدأت تدور حولي ...ثم اختفت ... هي و السيد عجيب ..و بعدها رأيت جاسم قادماً نحوي و هو يقول: " أتتهرب من اللعب معنا يا صلاح ؟... لماذا تجلس وحدك .. هيا لنلعب !!"
لم أصدق أذني و قبل أن أرد عليه سحبني من يدي نحوه الملعب , و بدأنا باللعب , كان اللعب ممتعاً و عندما عُدنا إلى المنزل شعرت بسعادة لم أشعر بها من قبل , و لكن عندما نظرت إلى نفسي في المرآة ..." من هذا ؟" قلت في نفسي , ثم نظرت إلى كُتبي المدرسية و لكنها تغيرت , فهي كتب للرابع الثانوي , فذهبت مسرعاً إلى أمي , و سألتها كم عمري فقالت :
" أظن أنك ستدخل التاسعة عشرة عن قريب "
لم أصدق أذني , أنا عمري ثمانية عشر عاماً , و منذ ساعة كنت أبلغ عشر سنوات !!من يصدق ..إذن فالسيد عجيب على حق , يستطيع تحقيق الأحلام , يا الروعة أنا فتى كبير الآن و أستطيع أن أفعل ما أريد .
و في اليوم التالي ذهبت إلى المدرسة ... مدرسة الكبار .. من يصدق سأتخرج من الثانوية هذه السنة و أنا لم أدرس بها قط !!
و أنا في المدرسة جلست كأنني غبي بين عباقرة, لم أفهم شيئاً , و عندما رن الجرس معلناً وقت الراحة , ذهبت ركضاً إلى الساحة لأكل طعامي بسرعة و أذهب لألعب, لكن ما هذا لا أحد يلعب هنا , كلهم يأكلون و يمشون , فرحت أنظر إليهم كالأبله !!
رجعت إلى المنزل , ياله من يوم شاق , لم أفهم درساً واحداً , لكن من يهتم فأنا كبير الآن و لا أريد دراسة هذه الأشياء السخيفة.... سوف أخرج مع رفاقي لللعب , لكن مهلاً من هم رفاقي ؟ آه صحيح لقد تركتهم في مدرسة الصغار , يجب أن ألعب مع الكبار الآن سأذهب لأرى اخوتي, لكنني لم أوفق فقد كانوا مستقر قين في الدراسة , فطلبوا مني أن أذهب للدراسة فوراً, ذهبت إلى غرفتي أفكر ماذا بعد ؟ لا أصدقاء لا لعب و دراسة فقط ... أهذه هي حياة اخوتي ؟ لا عجب أنهم سريعو الغضب و دائماً مشغولون , إن هذه الدراسة تشغلهم عن العالم بأكمله و خاصة أخي طلال الذي يدرس الطب , يبدو أنه سيدرس طوال عمره , أهذه هي حياة الكبار ؟ ربما كان علي أن أتمنى لو كنت قد أنهيت دراستي سأكون على الأقل متفرغ لللعب ...
- لا فكر ثانيةً..
نظرت خلفي فإذا هو السيد عجيب .
- إذا أنهيت دراستك ستصبح كبيراً بحيث لا يهمك اللعب , و ستكون مسؤولياتك أكبر .
- إذا ًما هو السن المناسب لللعب ؟
- عمرك القديم .....عشر سنوات ...
- ماذا ؟......لكنني كنت صغيراً على كل شيء .
- إلا اللعب .....اسمع يا صلاح , ربما أخطأت عندما تمنيت أن تكون كبيراً , فلذلك أنصحك أن تنتبه لما تتمناه في المستقبل , فربما يصبح حقيقة .
فحرك يداه و خرجت تلك النجوم الصغيرة و راحت تدور حولي , ثم اختفت لكن السيد عجيب لم يختفِ هذه المرة .
ثم ذهبت لأنظر إلى نفسي في المرآة , آه لقد عدت كما أنا الحمد لله . فقال السيد عجيب :
- لا تستعجل الأمور ستصبح شاباً في يوم من الأيام , و تَذكر أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة و يجب عليك أن تستمتع بوقتك فأنت الآن طفل بلا مسؤوليات , و وقت فراغ كبير , استفد منه , و لا تستعجل الأمور , فسيأتي يوماً تتمنى فيه أن تعود صغيراً ....ثق بكلامي ....
ثم اختفى .. و تركني أفكر , و بعدها خرجت من غرفتي ضاحكاً مسروراً , و طلت من أمي أن أخرج لألعب مع رفاقي , فقد شعرت أنني ولدت من جديد .
منقول
ميري