خطورة ضياع رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلاما على عباده الذين اصطفى لاسيما عبده المصطفى واله المستكملين الشرفا ... اما بعد ..
ساعات قلائل ويهل علينا ضيف عزيز .. طالما اشتقنا اليه وتاقت نفوسنا الى الاستئناس به الا وهو شهر رمضان المبارك .. خير ايام الدنيا ..
ولما كنا فى زمان غفلة والتهاء وكثرة مشاغل وصوارف وجب التنبيه الى عظيم الفائدة فى اغتنام هذا الشهر وجسيم الخسارة فى ضياعه ..
اولا: خطورة اهدار شهر رمضان :
جعل الله لعباده مواسم خير واوقات بركه تتنزل فيها الرحمات وتستجاب فيها الدعوات تفضلا منه سبحانه على عباده وتكرما منه على اوليائه ...
ومن اعظم تلك المواسم شهر رمضان الذى لا مثيل له فى ايامه المباركة ونفحاته الطاهرة العطرة .. ولعل من اعظم الخسران تفويت هذه الهدية الجليلة من الملك الجليل .. وانت ترى رمضان ضيفا غاليا لا ياتى فى العام الا مرة واحدة فوجب على كل عاقل نبيه ان يفطن الى خطورة هذا الوقت وجسيم الخسارة فى تضييعه ولو فكرنا لوجدنا ان اى شئ يمكن ان ينتظر بعد رمضان ولكن رمضان لا يينتظر اى شئ ... فانما هى ايام قلائل يستغلها الفائز ويضيعها الخاسر...
لذلك فان اول خطوة واهم قرار ناخذه الان هو العزم الاكيد على عدم تضييعه او التفريط فيه وذلك بالحفاظ على اوقاته واعمارها بوظائف العبادات والطاعات ..
ثانيا : وسائل عامة للاستفادة بشهر رمضان :
بالطبع كلنا لديه مشاغله واعماله الضرورية التى لا يستطيع ان يتنصل منها وهذا بالطبع لا يمكن اغفاله ولكن الخطورة فى ترك الوقت يضييع فيما لا طائل من ورائه ولا فائدة .. لذلك هناك بضع خطوات تؤمن للانسان خطا دفاعيا ضد الانشغال بالدنيا وتضييع نفحات رمضان المباركة.. اجتهدت فيها كالاتى ...
1/ وضع هدف عام لتحقيقه خلال شهر رمضان :
وهذا لا يجب ان يكون هدفا ماديا بل هو هدف معنوى فيستحسن ان تضع لنفسك فى شهر رمضان مشروعا نفسيا مهما فى حياتك مثل :
- شدة الرجاء من الله ان يغفر لك كل ذنوبك وان يتوب عليك توبة نصوحا
-محاولة تغيير عادة سيئة متأصلة فيك تحاول التخلص منها
-محاتولة اكتساب عادة طيبة تحبها ... وهكذا
فيكون هدفا عاما محوره التغير والتحول الى الافضل وهذا يسهله علينا شهر رمضان بروحه العجيبة التى تسرى فى الارواح ..
2/ وضع مستهدف تعبدى (جدول ):
محدد وواقعى غير مبالغ فيه لرؤؤس العبادات فى هذا الشهر المبارك من صلاة وقيام وصدقة وقراءة قران وغيرها ..
وكلما كان المخطط مفصلا ومحددا كان نسبة النجاح فيه افضل باذن الله وتهاونك فيه اقل فلابد مثلا من تحديد عدد الختمات التى ستختمها فى هذا الشهر .. كذلك صلاة القيام .. فى اى مسجد وبكم من القران ستصلى .. ايضا تحديد حد ادنى للصدقات التى ستخرجها وهكذا ...
وكلما كان التفصيل واضحا كلما كانت النفس راغبة فى التنفيذ ومسالك الشيطان اليك ضيقة فى الالهاء والتثبيط
3/دوام الاستعانة والدعاء وحسن الظن بالله
فما من طريق لاى مطلوب فى دنيا او اخره الا بالاستعانة بالله فكن دائم الدعاء واغتنم اوقات الاجابة كالسحر ووقت الفطر والاماكن الفاضلة كالحرمين الشريفين واكثر من طلب العون من الملك الوهاب فهو سبب كل فلاح ونجاح وكن حسن الظن بالله ( ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة ) وما جعل الله لنا هذه الايام المباركة الا ليتفضل علينا برحمته ويجيب دعاؤنا ويغفر لنا .. فسبحانه من اله عظيم ما اكرمه ...
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إالا أنت أستغفرك وأتوب إليك