تفاءل وأنظر للدنيا بعين النحــلُ
قَد يُزْعِجُك الْبَعْض عِنْدَمَا يَتَحْدُث بِنَبْرَة إحِبّاط شديدة وَبِنَظْرَة سوداوية
عَن الحياة وَمَا فِيْهَا مِن مَصَاعِب وفقدانها لطَعَمُهَا الْجَمِيْل فَكُل ما حوله
كَوَارِث مَصَائِب وَمَآِسِي !!
تَمُر عَلَى شَخْص آَخـــر فَتَجِدُه يُتَمْتِم بِكَلِمَات غَيْر مَفْهُوْمِه تَقْتَرِب لَتَجِدَه يُحَدِّث
نَفْسَه عَن الْمَوْتــ !! فَقَد وَصَل بِه الْحَال أَن يَتَمَنَّاه تَبْتَعِد عَنْه وأنت تَأْسَف عَلَى حَالِه
تَنْظُر لِآَخـــر فَتَرَاه يُجِيْد لُغَة الْتَّشَاؤُم وَفَيْلَسُوْفا فِي الأفكار الْسَّوْدَاء ! تَقْف مَصْعُوقا
مِمَّا حَوْلِكـ تَتَأَمَّل تِلْك الْوُجُوْه فَتُشَاهِد كُل الْعُبُوْس
ما الذي حَدَث ؟ وَمَاذَا أَصَابَنـــا ؟ الْكُل فِي مَوْجُه مِن الإحباط وَغَيْمَة تَشَاؤُم تُسَيْطِر
عَلَى الْجَمِيْع !
الهذه الدرجة أصبحنا لا نرى شيئا جميلا ! وَأَصْبَح الْتَّشَاؤُم هُو قَائِدَنَا فِي الحياة
يــــــا تُرِيْد أن تَهْرُب بَعِيْدَا عَن أولئك الأشخاص الَمُكَبِليِن بِقُيُوْد الْتَّشَاؤُم خَوْفا
مِن أن يُصِيْبَك هَذَا الْفِيْرُوْس الْسَّرِيْع الْعَدْوَى !!
فَكــان الله فِي عَوْنُهُم لأنهم لا يرون سِوَى الْنِّصْف الْفَارِغ مِن الْكَأْس !
لَقَد تَنَاسَى الناس شُعُور رائع شُعُور يَبْعَث فِيْك الحياة مِن جَدِيْد انَّه التَّفَاؤُل الَّذِي يَجْعَلَك
دَائِمَا تَنْظُر إلى الأعلى ولا تطرق وَالمُتَفَائِلِين قَادِرِيْن عَلَى الْعَيْش بسعادة وإنسجام
فَهُم عَلَى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُوْن وَلَدَيْهِم رؤية متخصصة فِي كُل مّا هْو مُمْتِع ومُفِيْد وَكُل
مَا هُو جَمِيْل وَبَدِيع
هُم يَرَوْن الْنِّصْف الْمُمْتَلِئ مِن الْكَأْس وَيَمْلِكُوْن عُيُوْن كَعُيُون الْنَّحْل تَرَى كُل مّا هْو
جَمِيْل وَقَد ذَكَر فِي عِلْم النَّفْس أن أكثر الْنَّاس إقبالا للحياة أكثرهم تَفَاؤُلا وَفِي عِلْم
البرمجة العصبية يُقَال أن الإدراك هُو الإسقاط أَي رُؤْيَتِك لِمَا حَوْلِك هُو جُزْء مِن تَكَوُّيَّنُك
الْدَّاخِلِي
[ فَكُـن جَمِيْـلَا تَـرَى الْوُجـُوْد جَمِيـْلَا لِنَأْخُـذ مِثـَال بَسِيْـط جِـدا ]
مــــاذَا تَـــرَى : أذا رَأَيْت الوردة وَقَد سَحَرَتْك بلونها من أَوَّل نَظَرَه فَأَنْت تُشَاهَد الْدُّنْيَا
بِعَيْن ( الْنَّحْلَه )
أَمَّا اذَا رَأَيْت تِلْك الأشواك وَقَد جَذَبْتُك بِحِدَّتِهَا مُتَنَاسِيَا وُجُوْد الوردة فَأَنْت تُشَاهَد
الْدُّنْيَا بِعَيْن ( ذُبَابُه )
إِذَن ، تَفَاءَل .. ثُم تَفَاءَل .. ثُم تَفَاءَل فَالَدُّنْيَا جَمِيْلَه مهما حدث فيها ولَا تُظْلِمْهَا
بِمِنْظَارَك الْقَاتِموَلْتَكُن عَيْنَيْك مِثْل عُيُوْن الْنَّحْل
وَإِيَّاك أن تَنْظُر للحياة بِعَيْن الذبابة الَّتِي لَاتَرَى سِوَى الأشياء القبيحة
وأمض قُدُمُا ودَع الْتَّشَاؤُم لِلْتُّعَسَاء فَالَحَيَاة أَجْمَل بـ إبتسامـة عَذْبـة
مما راق لي